في مجالات النشر الورقي والصوتي وتطوير المحتوى ودعم المكتبات
بقيمة مالية بلغت 170 ألف دولار أمريكي تنفذ في العام 2020
الشارقة، 29 أكتوبر 2019
حظيت خمسة مشاريع أفريقية ابتكارية بمنحة الصندوق الأفريقي للابتكار في النشر، الذي أطلقه الاتحاد الدولي للناشرين بالتعاون مع “دبي العطاء”، حيث حصل كل منها على مبلغ 20 ألف دولار أمريكي، بينما حصلت مبادرة لتجديد وترميم إحدى المكتبات على 50 ألف دولار أمريكي، كما تم تخصيص 20 ألف دولار لدعم مبادرة المكتبات الريفية الأفريقية، وجاء الإعلان عن الفائزين في ختام فعاليات الدورة التاسعة من مؤتمر الناشرين، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب، قبيل انطلاق فعاليات الدورة الـ38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
ويهدف هذا الدعم إلى نشر ثقافة القراءة، والدفع باتجاه مضاعفة صناعة الكتاب، وتعزيز التعليم باللغة الأم، وتجديد وترميم المكتبات في أفريقيا، حيث تم اختيار المشاريع وفق مجموعة من المعايير الدقيقة تحت إشراف لجنة من خبراء النشر في أفريقيا، وبرئاسة الشيخة بدور القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين.
وضّمت قائمة أسماء الجهات الفائزة المشاريع التي سيبدأ تنفيذها في يناير 2020 كلّاً من:
مبادرة “أكورد ليتراري (Accord Literaryمن غانا: وهي مبادرة تهدف إلى دعم حركة التأليف وثقافة القراءة، وتعمل على توجيه وتطوير قدرات المؤلفين الأفريقيين في عدد من الدول وتشجيعهم على تقديم أعمال أدبية موجهة للشباب، وتستهدف المبادرة بالدرجة الأولى الأدباء من أصحاب المواهب الأصيلة والفريدة، وتقدم لهم مختلف أشكال الدعم لإيصال كتبهم إلى أيدي القراء في جميع أنحاء العالم.
ودار “كاسافا ريبابليك” للنشر (Cassava Republic من نيجريا، وتتولى الدار ترجمة عشر كتب للأطفال إلى ثلاث لغات نيجيرية محلية، ويهدف هذا المشروع إلى إتاحة الفرصة للأطفال للوصول إلى كتب مصورة قيّمة المحتوى مكتوبة بلغتهم الأم بما يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتوسيع آفاقهم المعرفية في سن مبكرة، وتسعى هذه الدار المستقلة عبر مشروعها إلى القيام بدور فاعل في نشر كتب باللغات المحلية.
و”أوكادا بوكس” (OkadaBooks) من (نيجريا)، وهي شركة ناشئة متخصصة في النشر إلكتروني، تأسست بهدف توفير كتب ومصادر معرفة رقميّة للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور، عبر الهواتف المتحركة التي تمثل وسيلة سهلة وغير مكلفة للوصول إلى الكتاب. ستعمل الشركة على إصدار وتوزيع كتب باللغة النيجريّة، إلى جانب تنظيم مسابقات أدبية لاستكشاف المواهب الناشئة في مجال الكتابة والتأليف.
وشركة “بوزيتفلي أفريكان” (Positively African) من (كينيا)، وهي شركة متخصصة في تطوير المحتوى وتنظيم الفعاليات الأدبية، تعمل من خلال مشروعها “ستوري جوك بوكس” على دعم الأدب الأفريقي ونشره والتشجيع على التعلم مدى الحياة وتعزيز التقارب الفكري بين المجتمعات المحلية. ويتضمن المشروع توزيع ونشر قصص وكتب صوتية في مختلف أنحاء القارة الأفريقية عبر المنصات الرقمية، وذلك بالتعاون مع عدد من الجامعات والمراكز المخصصة للمكفوفين وأصحاب الإعاقة البصرية. وتتمحور المرحلة الأولى من المشروع حول التأليف باللغة الكينية، والعمل على تحويل ثمانية أعمال أدبية من مجموعة “هيومانز أوف نيروبي” إلى أعمال تلفزيونية أو سينمائية أو مسرحية.
و”مؤسسة بوكو” (Puku Foundation) من (جنوب أفريقيا)، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى دعم أدب الطفل وتعزيز قطاع التعليم والثقافة في جنوب أفريقيا. ويتركز مشروعها حول تطوير بوابة رقمية باسم “بوكو بيديا” تضم مجموعة من الخبراء في مجال أدب الطفل بمختلف اللغات، وتهدف إلى رعاية ودعم المواهب المحلية الناشئة عبر تنظيم ورش العمل حول فن التأليف والكتابة، والدورات عبر الإنترنت وجلسات التوجيه، إلى جانب نشر ثقافة القراءة بين مجتمع المعلمين والكتّاب وجيل الشباب والعاملين في قطاع المكتبات.
مبادرة “المكتبات الريفية الإفريقية” (African Rural Libraries)
وتم تخصيص جزء من المنحة لمخيم “كاكوما” (كينيا)، وهو أكبر مخيم للاجئين في العالم، من أجل تأسيس مكتبات لطلاب المخيم الذي يأوي لاجئين من جمهورية الكونغو ورواندا وبوروندي وجنوب السودان والسودان والصومال وأوغندا وغيرها، وتمثل هذه المنحة المقدمة من الصندوق دعماً للجهود التي تبذلها منظمات أخرى من أجل تزويد المخيم بالكتب وإتاحة الفرصة للطلاب من الأطفال واليافعين وكذلك المعلمين للاطلاع على أحدث الإصدارات من الكتب والمصادر العلمية والمعرفية المختلفة.
مبادرة تجديد وترميم المكتبة تحصل على منحة بقيمة 50 ألف دولار بالإضافة الى 10 آلاف دولار أخرى لكتب الأطفال
وفاز مشروع “بوك بانك” (Book Bunk)، الرامي لتجديد وترميم “مكتبة مكميلان التذكارية” (McMillan Memorial Library)، في العاصمة الكينية نيروبي، بمنحة قيمتها 50 ألف دولار لترميم فرع المكتبة في مدينة كالوليني، وفي خطوة مفاجئة، وفرت مؤسسة “دبي العطاء” (i DubaCares) مجموعة من كتب الأطفال بقيمة 10 آلاف دولار إضافية لتعزيز مخزون المكتبة من المحتوى الموجهة للأجيال الناشئة، حيث يتعاون المشروع مع الجهات الرسمية والحكوميّة في نيروبي لتشجيع التفاعل المجتمعي مع المكتبات من خلال مجموعة من الفعاليات والأنشطة والجولات وعروض الأفلام.
وفي هذا الشأن، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين: “تعد الإنجازات التي حققناها خلال خمسة أشهر فقط استثنائية بكل ما تحويه الكلمة من معنى، ويسرنا أن نرى الافكار تتحول إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع في هذه العملية الشاقة لكافة المعنيين، وبشكل خاص للمتقدمين خلال سعيهم لإثبات جدوى أفكارهم واستدامة مشاريعهم وقابليتها للتوسع والتطور، وشهدت المشاريع تنافساً شديداً، إذ امتلك كل مشروع تلقيناه إمكانات حقيقية لتحقيق فوائد كبيرة في محاربة الأمية وتعزيز القراءة وتسهيل وصول القرّاء إلى الكتب في أفريقيا، ما دفع اللجنة لتقديم منحٍ متساوية إلى المشاريع، لضمان التأثير الإيجابي لهذه المنح التي قدمتها مؤسسة دبي العطاء على مجموعة واسعة من القضايا والدول”.
من جانبه قال سعادة الدكتور طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: “يسعدنا أن ندعم المشاريع المبتكرة من شأنها تعزيز الجهود الرامية لمحو الأمية، وتسهيل الوصول إلى الكتب، وحماية اللغات الأصلية، وترميم المكتبات في القارة الأفريقية، فمن خلال هذه الشراكة، ستعمل دبي العطاء مع الاتحاد الدولي للناشرين على مدار الأعوام الأربعة المقبلة، إلى جانب مجموعة من الشركاء المحليين، والناشرين
وصناع السياسات ومؤسسات المجتمع المدني، على تنفيذ حلول مبتكرة ومستدامة لتحقيق عملية التحول في مستقبل النشر الأفريقي، وتشجيع التوجهات الرامية للتغلب على التحديات التي تواجه صناعة النشر، بالإضافة إلى تحفيز الاستثمار المشترك لأصحاب المصلحة”.